هذه قصة جميلة

أرجو الحزر يا هيسم !!

ا رجو الحزر يا هيسم ! … أم … أرجو الحذر يا هيثم ؟

بالتأكيد سبق لك أن سمعت أحدهم يلفظ حرف الذال (ذ) زاي (ز) وأيضا يلفظ حرف الثاء (ث) سين (س) ، ولكن هل سبق لك أن رأيت أحدهم يكتب الحروف كما يلفظها ؟ أيعقل هذا ؟!؟
إقرأوا هذه القصة الطريفة التي حصلت معي ، فقبل عدد لابأس به من السنوات ، وفي مركز تحفيظ القرآن الذي سجلني به والدي - حفظه الله - كنت ضمن مجموعة متنوعة من عدة بلدان ، وكان معنا أخ مصري ، وللعلم كان شيخنا مصري أيضا ، وكان أخونا يسمع للشيخ سورة الزلزلة ، ولكنه كان يقرؤها : (( إزا زلزلت الأرض زلزالها )) ، وكان شيخنا يوسف لايسمح بمرور هفوات خفية في أحكام التلاوة والتجويد ، فما بالك بهذا الخطأ اللغوي الشنيع ، لقد غير اللغة العربية بل وحرف القرآن - دون علم طبعا - المهم ، ظل الشيخ يوسف يرد التلميذ : (( إذا زلزلت … )) والطالب مصر على : (( إزا زلزلت … )) واستمر وضع الأخذ والرد لدقائق إلى أن نجح أخونا بحمد الله في لفظ حرف الذال (ذ) ذالا وليس زاي (ز) ، ولكن وعلى رأي المثل : يا فرحة ما تمت !!
بدأ أخونا بالقراءة كما يلي : (( إذا ذلذلت الأرض ذلذالها )) وانفجر الشيخ وانفجرنا معه ضحكا ..

سبحان الله !! ألهذا الحد أصبحت لغتنا العربية الحبيبة ، لغة القرآن ولغة نبينا محمد والصحابة والتابعين ، هذه اللغة التي اختارها الله لينزل قرآنه بها ، إلهذا الحد أصبحت ثقيلة على ألسنتنا ؟؟ ألهذا الحد أصبح صعبا علينا أن نلفظ الحروف بشكل صحيح ؟؟ وياليت الموضوع توقف على لفظ .. لقد بدأت أرى على الانترنت كتابات مثل :

أرجو الحزر .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 12,700 عن الحزر.]
انتبه يا هيسم .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 499 عن هيسم.]
وهكزا حصل .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 537 عن هكزا.]
موظوع اليوم .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 14,600 عن مواظيع.]
ظمن هذا الكتاب .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 128,000 عن ظمن.]
ممنوع الظرب .. [النتائج من 1 إلى 10 من حوالي 23,500 عن الظرب.]
وغيرها الكثير الكثير ..

والله إنه لشيء مخجل ومؤسف !! ، عرب ولا يستطيعون تكلم العربية بطلاقة ولا يستطيعون لفظ الكلمات بشكل صحيح ، ولا يستطيعون التمييز بين الحروف ، لا لفظا ولا كتابةً ، لا أدري أأبكي عندما أشاهد مثل هذه الحالات ، أم أسلم نفسي لموجة ضحك لا نهاية لها ؟ إنه أمر أقل ما يقال فيه أنه مدعاة للعار والخجل.
إخوتي الأحبة ، يجب أن نقف وقفة رجل واحد لإيقاف هذه المهزلة ، لن أقول لإنقاذ لغتنا فهي محفوظة ما دام كتاب الله موجود ، ولكن نحتاج أن نحفظها بين أنفسنا ، نحتاج أن نصحح أخطائنا الشنيعة الغير مقبولة في لفظنا للحروف وكتابتنا لها ، هل رأيت يوما أحدا يكتب كلمة : (the) هكذا (za) ؟!؟
إنها غيرة على لغتي الحبيبة تتملك جوانحي ، وقشعريرة تسري في جسدي حين أسمع أحدهم يلفظ الذال زايا ، أو الثاء سينا ، أو الضاد ظاءاً !! لغة الضاد أصبحت ظاد !!
قال تعالى : (قرانا [size=16]عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) ، وقال تعالى : (كتاب فصلت اياته قرانا عربيا لقوم يعلمون) ..
وآيات أخرى كثيرة تذكر اللغة العربية وتشرفها بقرنها بالقرآن الكريم ، لست في صدد سرد فضائل اللغة العربية فلن أستطيع حصرها ، ولكن أحاول جاهدا أن أضع خطوات لعلنا نعيد اللغة العربية إلى حياتنا اليومية ، بخطوات بسيطة :

قراءة القرآن والاستماع لتلاوات القراء.
قراءة الكتب الأدبية والقصص والروايات.
الاستماع لخطب ودروس الخطباء المفوهين.
قراءة المجلات الأسرية والثقافية الهادفة.
قراءة دواوين الشعر وحفظها ، والإكثار من المساجلات الشعرية في مجالسنا.
المشاركة في مسابقات كتابة القصة القصيرة.
المشاركة في المجلات الثقافية والأسرية بكتابة مواضيع إليهم لنشرها.
الكتابة في المنتديات العربية باللغة العربية الفصحى ومحاولة تنقيح الأخطاء قبل نشر المواضيع والردود.

وتوجد طرق كثيرة جدا لايمكن حصرها ، ولكن أهم نقطة هي إخلاص النية ، اجعل نيتك الحفاظ على لغة القرآن ، استمتع باللغة العربية الفصحى السليمة ، تذوق الكلمات والعبارات والأبيات الشعرية ، استمع إلى الأناشيد المنشدة بالفصحى ، مثل أناشيد مشاري بن راشد العفاسي (عيون الأفاعي ) أو ( ليس الغريب ) أو ( ياحنيني ) وأناشيد أبو عبدالملك ، تذوق روعة اللغة العربية.
استمع لمحاضرات الشيخ علي القرني ، هذا الشيخ الفصيح ، دروسه وخطبه تجذبني بشكل غير طبيعي ، وذلك لأسلوبه الساحر في الإلقاء ولفصاحته الرائعة ولغته الممتعه ، أتذوق اللغة العربية من خلال دروسه.
فلنتعاون ونصحح أخطاء بعضنا بأسلوب مؤدب وراقي وبعيد عن التجريح ، كم كنت سعيدا عندما قام أحد زوار مدونتي المحبوبين بتصحيح أخطاء نحوية وإملائية في كتاباتي ، بأسلوب راقي جدا ، لقد أفادني أخي الحبيب يوسف منصور فائدة جديدة وازدادت معرفتي باللغة العربية أكثر ، وستزيد مادام هناك أخوة حريصين على اللغة العربية كأمثال يوسف منصور.
وأخيرا ، أتمنى أن أرى اليوم الذي تعود فيه اللغة العربية الفصحى إلى حياتنا اليومية ، وليس فقط في نشرات الأخبار والصحف والمجلات ..
ودمتم بود ،،
[/size] مقتبس