ban غصن الرئيسAdmin
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 06/07/2007
| موضوع: عجائب القران السبت يوليو 07, 2007 8:51 am | |
| عجائب القرآن - للأمام فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرّازي هـــــ606ـــــرية
[color=#cc3300]* كلمة الله العليا * قال الله تعالى : ( وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ) اولا : هو أن القلب إذا تجلى فيه نور هذه الكلمة كان ذلك التجلي نور الربوبية , ونور الربوبية إذا تجلي في القلب استعقب حصول قوة وهيبة ربانية , ولهذا السبب صار المتحققون بهذه الكلمة يستحقرون الاحوال الدنيوية , ويستحقرون عظماء الملوك ولا يبالون بالقتل ولا يقيمون لشيء من طيبات الدنيا وزنا وكل ذلك يدل على استعلاء قوة هذه الكلمة . انظر إلى استغراق سحرة فرعون لما تجلى لهم نور هذه الكلمة كيف لم يلتفتوا إلى قطع الأيدي والأرجل وأن محمدا صلى الله عليه وسلم لما استغرق في هذا النور لم يلتفت إلى الملكوت كما قال تعالى : ( ما زاغ البصر وما طغى ) ثانيا : في كون هذه الكلمة عالية : استعلاؤها في الدنيا على سائر الأديان كما قال تعالى : ( ليظهره على الدين كله ) ثالثا : كونها مستعلية على جميع الذنوب فإنها تزيل جميع الذنوب ولا شيء من الذنوب يزيل نور هذه الكلمة . * القول الثابت * قال تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) سورة ابراهيم : والقول الثابت هو لا إله إلا الله محمد رسول الله أولا : أن المذكور المعلوم ثابت واجب الثبوت لذاته , ممتنع العدم لذاته والقول والاعتقاد يتبعان المقول والمعتقد , فلما كان المقول والمعتقد واجب الثبوت لذاته , كان القول والاعتقاد كذلك , فلهذا سماه الله بالقول الثابت . ثانيا : أن هذا القول ثابت لا يؤثر الذنب فيه , بل هو مؤثر في ازلة الذنب , لأن الموحد وإن عظمت ذنوبه , إلا أنه ترجى له المغفرة قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) سورة النساء : والكافر وإن عظم كفره إذا رجع من الكفر إلى التوحيد هدم التوحيد كفره . ثالثا : إن هذه الكلمة ثابتة في الآخرة , لا ترتفع عن العبيد وذلك لأن أهل يشتغلون في الجنة بذكر التوحيد . ألا ترى أن الله أخبر عنهم بقول : ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) سورة فاطرة : ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده ) سورة الزمر : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا ) سورة الاعراف . رابعا : إنها ثابتة لأن أصلها محكم , وذلك لأن أول من شهد هذه الشهادة هوالله تعالى بدليل قوله تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) سورة آل عمران : فشهادة جميع الشاهدين بتوحيد الله تعالى فرع على شهادة الله وشهادة الله هي الأصل فكان شهادة أصلها شهادة الله فهي ثابتة في الدينا ولآخرة . خامسا: أن الانسان بدون هذه الكلمة يعمل فيه الماء والنار ومع هذه الكلمة لا يعمل فيه الماء والنار . أما بيان أن الأنسان بدون هذه الكلمة يعمل فيه الماء والنار , فإن فرعون أغرق في الماء أولا ثم انتقل من الماء إلى النار بدليل قوله تعالى : ( أغرقوا فأدخلوا نارا ) سورة نوح : وعجل السامري احرق بالنار أولا ثم نقل من النار إلى الماء بدليل قوله تعالى : ( لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ) سورة طه وأما أنه مع هذه الكلمة لا يعمل فيه الماء والنار , فإن إبراهيم وموسى عليهما السلام كانا مع حقيقة هذه الكلمة , فلم تعمل النار في إبراهيم : ( قلنا يا نار كوني بردا سلاما على إبراهيم ) سورة الأنبياء : ولم يعلم الماء في موسى : ( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني , وإنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) سورة القصص * كلمة الإحسان * قال الله تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) قال المفسرون : جزاء الايمان المتمثل في كلمة لا إله الا الله قال تعالى : ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) والعهد هنا هو تحقيق العبودية في كلمة لا إله الا الله أن تكون عبدا له لا لغيره وكمال هذه الدرجة أن تعرف أن كل ما سوى الله فهو عبد له كما قال تعالى : ( إن كل من في السماوات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا ) فمن أتى بالفعل على أحسن الوجوه كان هو المحسن في عبوديتة فقال سبحانه : ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) أين : هل جزاء من أتى بقول لا إله إلا الله إلا أن أجعله في حماية لا إله إلا الله . ثانيا : قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) المراد هنا للذين قالوا لا إله الا الله باتفاق أهل التفسير ومن مات ولم يشرك بها دخل الجنة . ثالثا : قال تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) واتفقوا على أن هذه الاية نزلت في فضيلة الأذان وما ذلك إلا لاشتمال الأذان على كلمة لا إله الا الله وأيضا فإنه تعالى قال في صفة الكافرين : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) فكما أنه لا قبيح أقبح من كلمة الكفر , لا حسن أحسن من كلمة التوحيد ولهذا قال تعالى : ( قد أقلح المؤمنون ) ( إنه لا يفلح الكافرون ) ثم إنه لما كان قول الموحد حسنا كان مقيله حسنا كما قال تعالى : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) ولما كان قول الكافر قبيحا كان مقيله أيضا مظلما قال تعالى : ( والذين كفورا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) رابعا : قال تعالى : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة ) ولا شك أن أحسن القول لا إله الا الله . خامسا : قول تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) قيل العدل : الاعراض عما سوى الله تعالى والاحسان : الاقبال على الله تعالى . سادسا : قول الله تعالى : ( إحسنتم أحسنتم لأنفسكم ) ولا شك أن الاحسان قول كلمة لا إله إلا الله . وأما الخير فما روى أبو موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة : للذين قالوا : لا إله إلا الله الحسنى وهي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الكريم . * كلمة التقوى * قال الله تعالى : ( والزمهم كلمة التقوى ) سورة الفتح : وهي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله .. أولا : انه لما اتقى صاحب هذه الكلمة ان يصف ربه بما وصفه به المشركون وصفت هذه الكلمة بأنها كلمة التقوى , ورأس التقوى اتقاء لكلمة الكفر ثم في هذه الآية إشارة وبشارة . أما الاشارة فهي أنه تعالى سمى نفسه ( أهل التقوى ) فقال : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) وسمى الموحدين أهل كلمةالتقوى فقال : ( وألزمهم كلمة التقوى ) وكأنه تعالى يقول : أناأهل أن أكون مذكورا بهذه الكلمة , وأنت أهل لذكر هذه الكلمة , فما أعظم هذا الشرف . وأما البشارة فهي أنه تعالى قال : ( والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها واهلها ) سورة الفتح : فأثبت أن الموحدين أحق الخلق بهذه الكلمة ,وهم أهل هذه الكلمة , وأنه كريم لاينزع الحق عن مستحقه فهذا يدل على أنه لا ينزع الايمان من قلب المؤمن . ثانيا : في بيان أنه لم سميت هذه الكلمة بكلمة التقوى : هو أن هذه الكلمة واقية لبدنك من السيف , ولمالك من الاستغنام , ولذمتك من الجزية , ولأولادك من السبي , فإن انضاف القلب إلي اللسان صارت واقية لقلبك عن الكفر , وإن انضم التوفيق اليه صارت واقية لجوارحك عن المعاصي , ثم قال : ( والزمهم كلمة التقوى ) أي : نحن ألزمناهم بهذه الكلمة التي هي المفتاح لباب الجنة , فنحن أردناهم أولا , وهم ما أرادونا , وتقريره بقوله تعالى : ( يمنون عليك أن اسلموا , قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم إن هداكم للإيمان ) سورة الحجرات * الماء * قال تعالى : ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زيدا رابيا , ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله , كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض , كذلك يضرب الله الأمثال ) شبه الله في كتابه العزيز الماء بالايمان والزبد بالكفر .. لماذا ؟ أولا : الماء يزيل النجاسة عن الثوب ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ( وثيابك فطهر ) فكذلك الايمان يزيل نجاسة الكفر والمعصية عن القلب قال عليه الصلاة والسلام : الاسلام يجب ما قبله . ثانيا : ان الله تعالى سمى الماء المنزل من السماء رحمة فقال ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) وسمى القرآن رحمة فقال ( وهدى ورحمة للمؤمنين ) وجعل الايمان رحمة وسببا للرحمة فقال ( كتب في قلوبهم الايمان ) وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة ) . ثالثا : أن الله تعالى سمى القرآن مباركا فقال : ( وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) وقال في الماء : ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) . رابعا : كما أن الله تعالى اذا أنزل المطر من السماء لم يقدر أحد على دفعه , فكذلك لما أنزل القرآن من السماء لم يقدر أحد على دفعه وادخال الباطل عليه ( وانّه كتاب عزيز , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) . * الحبل * قال الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) شبه الله الحبل بالايمان .. لماذا يا ترى ؟ أولا : أن من أراد أن يصعد من الأسفل الى العلو , وخاف من الانزلاق , فإذا تمسك بحبل أمن من ذلك الخوف . فالعبد اذا أراد أن يصعد من سفل البشرية الى عالم الجلال والكبرياء , وخاف أن ينزلق قدم عقله , فإذا تمسك بالقرآن أمن منه . ثانيا : أن الأعمى إذا أراد الذهاب إلى موضع , فإن كان بين مكانه وبين ذلك الموضع حبل ممدود , وتمسك بذلك الحبل ذهب فارغا من كل خوف , فكذلك العقول البشرية كالأعمى في سلوك سبيل التوحيد والمعرفة , فإذا تمسكت بالقرآن أمنت من الخوف . ثالثا : أن من سقط في البئر فطريق تخليصه أن يرسل اليه حبل حتى يتعلق به ويصعد , وينجو من المهالك , فالأرواح البشرية وقعت في هاوية عالم الأجسام , فالملك الرحيم أرسل اليها حبل القرآن , فمن تعلق به وصعد نجا , ومن لم يتعلق به ففي بئر الظلمات وقع وكان من الهالكين * التراب * قال الله تعالى : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) سورة الأعراف شبه الله تعالى الايمان بالتراب والسبب .. أولا : أن التراب ذو أمانة , من أودع فيه شيئا سلم اليه أضعافا قال الله تعالى : ( في كل سنبلة مائة حبة ) فكذا المؤمن إذا عمل عملا سلم اليه أضعافا ذلك العمل يوم القيامة قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب ) سورة الزمر ثانيا : من خاصية الأرض أنها يطرح عليها كل قبيح ويخرج منها كل مليح فكذا أرض الايمان يطرح عليها قبائح الكفر والذنوب ثم يخرج منها ثمرات المغفرة والرحمة والرضوان : ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) سورة الفرقان ثالثا : من خاصية الأرض أنها كالأم الحاضنة لك فهي كالمهد قال الله تعالى : ( ألم نجعل الأرض مهادا ) سورة النبأ . وكالخزانة لك ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) سورة البقرة . وكالأم المشفقة عليك : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) سورة طه . فكذا الايمان منه يحصل جميع منافعك في الدنيا والعقبى .. * النار * قال الله تعالى : ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) وقال تعالى : ( ومما يوقدون عليه في النار ) .. شبه سبحانه الايمان بالنار .. لماذا ؟ أولا : كما أن النار إذا عرضت عليها الذهب المغشوش أحرقت كل ما فيه من الغش , وبقي جوهر الذهب سليما عن الاحتراق , فكذلك يوم القيامة , إذا عرض المذنب على النار أحرقت ذنوبه ومعاصية , وبقي إيمانه سليما من الاحراق . ثانيا : أن النار تحرق كل شيء , وكذا الايمان إذا قوي نوره أحرق ما سوى محبة الله تعالى عن القلب , ( قل الله , ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ) [color:7377=#cc3300:7377]* شجرة الزيتون * قال الله تعالى : ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) شبــه سبحانه شجرة الزيتون بالايمان ووجه التشبيه في أمرين هنا : أولا : إنما شبه الايمان بهذه الشجرة , لأن هذه الشجرة في أكثر الأمور إنما تنبت في الأمكنة المطهرة , فكذلك المعرفة لا تستقر في كل قلب , بل في القلوب المطهرة . ثانيا : أن شجرة الزيتون يتولد من ثمرتها ذلك الدهن وهو في غاية الصفاء , فكذلك قلب المؤمن يتولد منه الايمان والمعرفة , وهذا أصفى الأنوار وأشرفها .
| |
|